المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبيئته ونشأته , مولد ونشأة الرسول محمد , نبذة عن النبي


ساره
03-27-2023, 11:40 PM
مولد النبي صلى الله عليه وسلم

في صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ، الموافق للعشرين من أبريل من سنة 571 مولد نبي الرحمة والرسول الكريم وخاتم النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر .

وذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادةً من ألم وضعف ، بل كان حملاً سهلاً يسيراً مباركاً ، كما روي أنها سمعت هاتفاً يهتف بها قائلاً :
"إنكِ قد حملتِ بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع على الأرض فقولي : إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ، وسميه محمداً ".

ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب ، حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة .





بيئة النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته

وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت قد انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان ، والإيمان بالخرافات والجهالات ، كما انتشرت الأخلاف الوضيعة والعادات السيئة والتقاليد القبيحة مثل : الزنا ، وشرب الخمر ، والتجرؤ على القتل وسفك الدماء ، وقتل الأبناء ووأد البنات - أي دفنهن حيات - خوفاً من الفقر أو العار .

كما كان يسود التعصب القبلي الشديد الذي يدفع صاحبه إلى مناصرة أهل قبيلته بالحق أو الباطل ، والتفاخر بالأحساب والأنساب ، والحرص على الشرف والمكانة والسمعة الذي كان كثيراً ما يفضي إلى حروب ومعارك بين القبائل تستمر سنوات طويلات ، وتسفك فيها الدماء رخيصة ، على الرغم من تفاهة الأسباب التي اشتعلت بسببها تلك الحروب .

ورغم نشأة النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأجواء الجاهلية إلا أنه منذ صغره لم يتلوث بأي من هذه الوثنيات والعادات المنحرفة ، ولم ينخرط مع أهل قبيلته في غيهم وظلمهم ، بل حفظه الله من الوقوع في أن من ذلك منذ نعومة أظفاره .

وينتسب النص الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى أسرة عريقة ذات نسب عظيم عند العرب ، فقد كان أجداده من أشراف العرب وأحسنهم سيرة .

وقد ولد - صلى الله عليه وسلم - يتيماً فقيراً ، فقد توفي والده عبد الله أثناء حمل أمه آمنة بنت وهب فيه .

وكان من عادة العرب أن يدفعوا أولادهم عند ولادتهم إلى مرضعات يعشن في البادية ؛ لكي يبعدوهم عن الأمراض المنتشرة في الحواضر ، ولتقوى أجسادهم ، وليتقنوا لغة العرب الفصيحة في مهدهم .

ولذلك دفعت آمنة بنت وهب وليدها محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى مرضعة من بني سعد تسمى حليمة .

وقد رأت حليمة العجائب من بركة هذا الطفل المبارك محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث زاد اللبن في صدرها ، وزاد الكلأ في مراعي أغنامها ، وزادت الأغنام سمناً ولحماً ولبناً ، وتبدلت حياة حليمة من جفاف وفقر ومشقة ومعاناة إلى خير وفير وبركة عجيبة ، فعلمت أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - كونه ليس مثل كل الأطفال ، بل هو طفل مبارك ، واستيقنت أنه شخص سيكون له شأن كبير ، فكانت حريصة كل الحرص عليه وعلى وجوده معها ، وكانت شديدة المحبة له .

وعندما بلغ النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ست سنوات توفيت أمه ، فعاش في رعاية جده عبد المطلب الذي أعطاه رعاية كبيرة ، وكان يردد كثيراً أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم ، ثم توفي عبد المطلب عندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثماني سنوات ، وعهد بكفالته إلى عمه أبي طالب الذي قام بحق ابن أخيه خير قيام .



العناية الإلهية قبل بعثته صلى الله عليه وسلم

وفي صغره كان النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - يعمل في رعي الأغنام ، ثم اتجه للعمل في التجارة حين شب ، وأبدى مهارة كبيرة في العمل التجاري ، وعُرف عنه الصدق والأمانة وكرم الأخلاق وحسن السيرة والعقل الراجح والحكمة البالغة .

وكان نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ينأى بنفسه عن كل خصال الجاهلية القبيحة ، فكان لا يشرب الخمر ، ولا يأكل من الذبائح التي تذبح للأصنام ، ولم يكن يحضر أي عيد أو احتفال يقام للأوثان ، بل كان معروفاً عنه كراهيته الشديدة لعبادة الأصنام وتعظيمها ، حتى أنه كان لا يحب مجرد سماع الحلف باللات والعزى وهما صنمان مشهوران كان العرب يعظمونهما ويعبدونهما ويكثرون الحلف بهما .

ولم يكن نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يشارك شباب قريش في حفلات السمر واللهو ومجالس الغناء والعزف والخمر ، وكان يستنكر الزنا واللهو مع النساء .

وكان الرسول العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم - يمتاز في قومه بالأخلاق الصالحة ، حتى أنه كان أعظمهم مروءة ، وأحسنهم خلقاً ، وأكثرهم حلماً .

فاشتهر عنه مساعدة المحتاجين ، وإعانة المبتلين ، وإكرام الضيوف ، والإحسان إلى الجيران ، والوفاء بالعهد ، وعفة اللسان ، وكان قمة في الأمانة والصدق حتى عًرف بين قومه بـ "الصادق الأمين" .